هل نحن حقا مستعدون لمواجهة جدري القردة، أم أن وزارة الصحة وإعلامنا يتجنبون الحقيقة لعدم إثارة الفزع؟
جدري القردة (Monkeypox) هو مرض فيروسي نادر يُعتبر جزءًا من نفس عائلة الفيروسات المسببة للجدري البشري. وعلى الرغم من أنه ليس بنفس درجة خطورة الجدري التقليدي، إلا أن هناك بعض المعلومات العلمية التي قد تبدو مقلقة:
1. معدل الوفيات:
تختلف معدلات الوفيات المرتبطة بجدري القردة حسب السلالة المصابة. السلالة الكونغولية يمكن أن تكون أكثر فتكًا، مع معدل وفيات يصل إلى 10% في الحالات غير المعالجة. السلالة الغربية الأفريقية أقل فتكًا، لكن تظل مميتة بنسبة تصل إلى 1% في بعض الحالات.
2. الانتقال بين البشر:
على الرغم من أن جدري القردة كان يُعتقد في البداية أنه ينتقل بشكل رئيسي من الحيوانات إلى البشر، إلا أن انتقاله من إنسان إلى آخر أصبح أكثر شيوعًا، خاصة من خلال الاتصال المباشر مع سوائل الجسم أو الآفات الجلدية، مما يزيد من خطر تفشيه في المجتمعات.
3. عدم وجود علاج محدد:
حاليًا، لا يوجد علاج محدد لجدري القردة. العلاج يركز على تخفيف الأعراض ودعم الجهاز المناعي للمصابين. اللقاح المستخدم للوقاية من الجدري البشري يُعتقد أنه يوفر حماية متقاطعة، لكنه ليس متاحًا على نطاق واسع.
4. أعراض طويلة الأمد ومضاعفات:
في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي جدري القردة إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الدماغ (التهاب الدماغ)، التهابات الجهاز التنفسي، وفقدان البصر إذا تأثرت العين بالآفات الجلدية.
5. فترة الحضانة والتفشي:
فترة حضانة الفيروس تتراوح بين 5 إلى 21 يومًا، مما يعني أن الشخص يمكن أن ينقل العدوى قبل ظهور الأعراض، مما يجعل احتواء تفشي المرض تحديًا كبيرًا.
6. الأثر الاجتماعي والنفسي:
الطفح الجلدي والتقرحات المرتبطة بالمرض قد تؤدي إلى وصمة اجتماعية، مما قد يعزز من عزلة المرضى ويزيد من الضغط النفسي عليهم.
7. احتمال تحوره:
كما هو الحال مع الفيروسات الأخرى، هناك قلق من احتمال تحور الفيروس ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر أو أكثر ضراوة.
بينما تُعد هذه المعلومات مقلقة، من المهم أن نذكر أن جدري القردة لا يزال نادرًا نسبيًا مقارنة ببعض الأمراض الفيروسية الأخرى، وأن الجهود المبذولة في الرصد والاحتواء يمكن أن تحد من انتشاره.
انقر للتقييم